بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمَّى بعض سور القرآن ،
كالفاتحة ، والبقرة ، وآل عمران ، والكهف .
واختلف العلماء ، هل أسماء سور القرآن الكريم كلها ثابتة عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، أم أن بعضها ثبت اجتهاداً عن
الصحابة رضي الله عنهم؟
فذهب أكثر العلماء إلى أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية عن
النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله :
"لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم"
انتهى .
"جامع البيان" (1/100) .
وقال الزركشي رحمه الله :
"ينبغي البحث عن تعداد الأسامي : هل هو توقيفي ، أو بما يظهر
من المناسبات ؟
فإن كان الثاني فلن يعدم الفَطِنُ أن يستخرج من كل سورة معاني
كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها، وهو بعيد" انتهى .
"البرهان في علوم القرآن" (1/270) .
وقال السيوطي رحمه الله :
"وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ،
ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك" انتهى .
"الإتقان" (1/148) .
وقال الشيخ سليمان البجيرمي رحمه الله :
"أسماء السور بتوقيف من النبيّ صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أسماء
السور وترتيبها وترتيب الآيات كل من هذه الثلاثة بتوقيف من
النبيّ صلى الله عليه وسلم ، أخبره جبريل عليه السلام بأنها هكذا
في اللوح المحفوظ" انتهى باختصار .
"تحفة الحبيب على شرح الخطيب" (2/163) .
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
"وأما أسماء السور فقد جُعلت لها من عهد نزول الوحي ،
والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة" انتهى .
"التحرير والتنوير" (1/88) .
وهذا ما اختاره بعض المعاصرين الذين كتبوا في علوم القرآن ،
مثل الدكتور فهد الرومي في "دراسات في علوم القرآن" (ص/
118) ، والدكتور إبراهيم الهويمل في بحث "المختصر في
أسماء السور" في "مجلة جامعة الإمام" (ع30، ص135) .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن بعض أسماء سور القرآن
الكريم كان بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم لها ، وبعضها كان
باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/16) :
"لا نعلم نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على تسمية
السور جميعها ، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية
بعضها من النبي صلى الله عليه وسلم ، كالبقرة ، وآل عمران ،
أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة رضي الله
عنهم" انتهى .
وهو الذي رجحته الدكتور منيرة الدوسري في رسالتها : "أسماء
سور القرآن الكريم وفضائلها".
والله أعلم .